ممارسات الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي
كتبهاالمرشد التربوي : ذياب أحمد أبوريش ، في 27 كانون الثاني 2008 الساعة: 20:13 م
المـقـــدمــة
علـى نهج التطويـــر :
ولا شـك أن العمل الاجتماعي يؤدي دوراً بارزاً في المؤسسة التعليمية الحديثة ، ويقع على عاتق الأخصائيين الاجتماعيين مسؤولية القيادة في هذا المســار .
ممارسات طرق الخدمة الاجتماعية
في المجال المدرسي
v الفصـل الأول : الخدمة الاجتماعيــة المدرسـيــة
v الفصل الثاني : خدمة الفــرد في المجـال المدرسي
v الفصل الثالث : خدمة الجماعة في المجال المدرssسي
v الفصل الرابع : تنظيم المجتمع في المجال المدرسي
الفصل الأول
الخدمة الاجتماعية المدرسية
v مفهومهـا
v أهدافهـا
v المجالات الأساسية لعمل الأخصائي الاجتماعي المدرسي.
الخدمـــة الاجتماعـيـة المدرســيــة
مفهوم الخدمة الاجتماعية المدرسية
من المسلم به أن المدرسة ليست مؤسسة تعليمية فقط وإنما هي مؤسسة تربوية تعليمية لها وظائفها الاجتماعية الهامة ، ومن الضروري أن يتم التفاعل بينها وبين المجتمع المحلي ، فهي جزء لا يتجزأ من واقع هذا المجتمع تتأثر به وتؤثر فيه وتعد أفراده للحياة وللمساهمة الإيجابية في تنميته .
والخدمة الاجتماعية المدرسية رسالة تربوية قبل أن تكون مهنة وتقوم على :
- مساعدة الطالب – كحالة فردية وكعضو يعيش في المجتمع – لتحقيق النمو المتوازن المتكامل الشخصية ، والاستفادة من الخبرة التعليمية إلى أقصى حد ممكن ، وهي بذلك أداة لتنمية الطالب والجماعة والمجتمع .
- تنشئة الطالب اجتماعياً وتدريبه على الحياة والتعامل الإنساني الإيجابي .
- تزويد الطالب بالخبرات والجوانب المعرفية لإعداده لحياة اجتماعية أفضل .
- تعديل سلوكه وإمابه القدرة على التوافق الاجتماعي السوي .
- مساعدة الطالب للتعرف على استعداداته وقدراته وميوله وتنميتها والاستفادة منها لأقصى حد ممكن .
- التكامل مع المجتمع من أجل استثمار الطاقات البشرية المتاحة وحفزها على العمل البناء ، وربط الطالب بالبيئة المحلية بما يحقق الرفاهية الاجتماعية .
وبهذا المعنى تكون الخدمة الاجتماعية المدرسية جانباً أساسياً محورياً في الوظيفة التربوية التعليمية للمدرسة .
أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية
يمكن تحديد أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية في :
1. اكتساب الطلاب مجموعة من الاتجاهات والمهارات والمعارف التي تتمثل في :
أ – اكتساب الطالب مجموعة من الاتجاهات الصالحة والتي من بينها :
- الإيمان بالله ورسله والإعزاز بالقيم الدينية التي تؤمن سلوكه .
- الانتماء للمجتمع المحلي والقومي والإنساني .
- الإيمان بالأهداف المشتركة .
- تنمية روح التعاون مع الآخرين والعمل بروح الفريق.
- القدرة على القيادة والتبعية .
- القدرة على تحمل المسؤولية .
- احترام النظام وتقدير قيمة الوقت والعمل .
- التفكير الواقعي السليم .
- القدرة على مواجهة المشكلات .
ب) اكتساب الطالب بعض المهارات اليدوية والفنية والفكرية .
ج) مساعدة الطالب على أن يتوفر لديه قدر مناسب من المعلومات والمعارف التي تعينه على فهم نفسه ومعرفة مجتمعه .
2. الارتباط بالخطة القومية للتنمية .
3. شمول الرعاية للقاعدة الطلابية العريضة مع التركيز على الفئات الأكثر احتياجاً.
4. الإسهام في تنمية إيجابية الطالب للاستفادة من العملية التعليمية .
5. ربط المدرسة بالبيئة وبقضايا المجتمع .
المجالات الأساسية لعمل الأخصائي الاجتماعي المدرسي
في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية المدرسية وأهدافها يتبين لنا أن عمل الأخصائي الاجتماعي يتم من خلال جوانب ثلاث رئيسية هي :
1. الجانب الإنشائي والتنموي ويتمثل في :
- تنظيم الحياة الاجتماعية للطلاب من خلال جماعات مدرسية وإتاحة الفرص لإشراك أكبر عدد من الطلاب فيها مما يكشف وينمي مواهبهم وميولهم وقدراتهم .
- تنظيم الخدمات الجماعية اللازمة لنمو الطلاب جسمياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً .
- تنمية المواهب والميول والقدرات وتشجيع الطلاب على ممارسة ألوان الهوايات المختلفة داخل المدرسة وخارجها .
2. الجانب الوقائي ويتمثـل في :
مجموعة الجهود التي تبذل لدراسة ومعالجة الظروف والأوضاع الاجتماعية والانفعالية التي قد تؤثر على الطلاب تأثيراً سلبياً بما يؤدي إلى وقايتهم من أسباب الانحراف ، ومعاونتهم على تجنب الصعوبات والمشكلات .
3. الجانب العلاجي ويتمثل في :
مجموعة الجهود والخدمات التي تبذل لمساعدة الطلاب على حل مشكلاتهم المختلفة والتي قد تعوق نموهم ولإفادتهم من الحياة المدرسية كاملة .
هذا ويتطلب العمل في إطار الجوانب الثلاث السابقة أن يتعامل الأخصائي الاجتماعي مع الطالب في المجالات التالية :
أولاً : مجال العمل مع الحالات الفردية :
ويتضمن تناول حالات الطلاب السلوكية والاجتماعية والمدرسية والصحية والاقتصادية .. بهدف تهيئة ظروف ملائمة تساعدهم على التوافق الاجتماعي وتقبلهم للخبرة التعليمية ومواجهة كل ما يعترض تحقيق هذا الهدف من خلال برامج وقائية وتنموية وعلاجية .
ثانياً : مجال العمل مع الجماعـات :
ويتضمن تكوين الجماعات المدرسية المنوعة وإتاحة الفرص لاشراك أكبر عدد من الطلاب فيها والإشراف على الجماعات ذات الطابع الاجتماعي ، والعمل على إيجاد نوع من التفاعل البناء بين أفراد الوسط المدرسي من خلال هذه الجماعات بما يكفل تنمية شخصية الطـالب وتعديل سلوكه من ناحية ، وبما يساعد على ربط المدرسة بالبيئة المحيطة بها من ناحية أخرى .
ثالثاً : مجال العمل مع المجتمع :
ويتناول العمل مع التنظيمات المدرسية لمساعدتها على تحقيق أهدافها المرجوة بما يساعد على ربط الطلاب بالمدرسة والمجتمع المحلي ، وإيجاد صلات قوية بين الطلاب وبيئتهم ، وإتاحة الفرص لهم لمواجهة المواقف الحقيقية في الحياة العامة التي تصقل شخصياتهم وتساهم في تنشئتهم وإعدادهم بما يعود على المجتمع بالرفاهية المرجوة .
وينبغي مراعاة أن العمل الاجتماعي بالمدرسة في المجالات الثلاث السابقة يتطلـب القيام ببعض الدراسات والبحوث للتعرف على الواقع والاحتياجات الفعلية ، كما يتطلب التخطيط الاستراتيجي والمتابعة وعمليات تنظيمية وإدارية .
الفصل الثـانـي
خدمة الفرد في المجال المدرسي
v المشكلات المدرسية .
v الخصائص العامة لتطبيق خدمة الفرد في المجال المدرسي .
خدمة الفرد في المجال المدرسي
تختلف خدمة الفرد في المدارس عنها في الميادين الأخرى في أن الطالب لا يتقدم في الغالب بنفسه لطلب المساعدة في إيجاد حل لمشكلة معينة ، لأن معظم الحالات التي تعرض على الأخصائيين الاجتماعين بالمدارس تحول عادة من أحد أعضاء هيئة التدريس ، أو بعرض من ولي أمر الطالب على الأخصائي الاجتماعي ، أو من خلال اكتشاف الأخصائي لحالة الطالب نظراً لعلاقاته بالطلاب ، وملاحظته لظواهر السلوك المختلفة التي تبدر منهم .
وفي هذه الحالات لا يجد الأخصائي الاجتماعي مفراً من التدخل ومحاولة توضيح المشكلة للطالب ومساعدته على إيجاد حلول ملائمة للتغلب على هذه المشكلات ، وهذا ما يعبر عنه الأخصائي الاجتمـاعي بدور إيجابي لمواجهة المشاكل التي يكون الطلبة غير متبصرين بها ..
وتختلف المشكلات الفردية باختلاف شخصية الطالب والموقف الذي يواجهه فقد تكون المشكلة دراسية أو نفسية أو أسرية أو اقتصادية أو صحية .. الخ ، وقد تكون المشكلة عارضة أو مستمرة ، ويتعامل الأخصائي الاجتماعي مع هذه المشكلات مستعيناً بالإمكانيات الداخلية بالمدرسة سواء المادية منها أو البشرية وقد يلجأ إلى طلب المساعدة من بعض المؤسسات بالمجتمع والتي تقدم خدمات تساهم في حل المشكلة .
المشكــلات الدراسيــة
المشكلة المدرسية تعرف على أنها : ( الموقف الذي لا تستطيع قدرات الطالب مواجهة ما يعوق تحصيله الدراسي بفعالية مناسبة والذي يؤثر على حياته الدراسية والعامة ) .
وبصورة أخرى فالمشكلة المدرسية هي :
- موقف يواجه الطالب .
- عدم قدرة الطالب على مواجهته بصورة جزئية أو كلية .
- حاجة الطالب إلى من يساعده في هذا الموقف .
- يؤثـر هذا الموقف على تحصيل الطالب الدراسي وعلى حياته بصورة عامـة .
ويمكن تحديد أهم المشكلات الدراسية في الأنواع الآتية :
أولاً : مشكلة التأخر الدراسي :
وهذا النوع من المشكلات شائع في المدارس خاصة في المراحل الأولى من التعليم ، وتعتبر بداية لظواهر التسرب من المدرسة والانسياق في التيارات الانحرافية، وقد أصبحت هذه المشكلة منتشرة الآن بصورة واضحة نظراً لزيادة أعداد الطلاب بالمدارس مع قلة الأخصائيين الاجتماعيين بالإضافة إلى إهمال الأسر لأبنائهـا من الطلاب ، مع عدم قدرة المعلم على متابعة جميع طلاب فصلـه .
وتتمثل أهم أسباب التأخر الدراسي في الأسباب الآتية :
أسبــاب ذاتـيــة .. وتشمل :
جوانـب عقلية عامـة :
كالتأخر في الذكاء والضعف العقلي ، أو عوامل عقلية خاصة كالقدرة على التذكر ، أو القدرة اللغوية ، أو الرياضية وكذلك تشتت التفكير واضطراب الفهم .
جوانب صحية وجسمية :
وهي التي تؤدي إلى نقص عام في الحيوية كالأنيميا ، والعاهات المختلفة ، كضعف السمع أو قصر النظر ، أو نتيجة للإجهاد والتوتر والتي تعوق تفاعل الطالب إيجابياً داخل الفصل وخارجه .
جوانب نفسيـة :
وتظهـر أعراضها في شكـل خـوف وقلق وانطواء واكتئاب واندفاعية .. الخ ، وما قد يترتب عليها من أعراض ( سيكوسوماتية ) كالتبول اللاإرادي ، الصداع ، وقرحة المعدة وغيرها من المظاهر النفسية المختلفة .
جوانب اجتماعية :
والتي قد تنتج عن ضعف الذات العليا وفقدان القيم كالكذب ، والسرقة ، والعدوان الجنسي ، وضعف العلاقات الاجتماعية .
أسبــاب بيئيـــة :
وتشمل عوامل أسرية كاضطراب العلاقات الأسرية ، أو أسلوب التنشئة الاجتماعية الخاطئـة ، وكذلك عوامل مرتبطة بالحي ، وموقع المدرسة وظروفها ، وتأثير وسائل الإعلام المختلفة .
ثانياً : مشكلات الهروب المدرسي :
ويعتبر غياب الطالب المتكرر وعدم انتظامه من أعراض المشاكل التي ترتبط ارتباطا وثيقاً بشخصية الطالب وعلاقاته المنزلية والمدرسية ، كذلك نجد أن هذه المشكلة أحد مسببات التخلف الدراسي أو عرضاً له ، وترتبط هذه المشكلة بعوامل خاصة بشخصية الطالب كالسن ، والذكاء ، والاضطراب النفسي ، والسلوكي ، والعوامل الانفعالية ، والتي قد تنتج من سيطرة مخاوف مدرسية شاذة ، ويمكن تعريفها بالخوف المرضي من الارتباط بالموقف المدرسي .
وتمثل هذه المشكلة جانباً خطيراً في المراحل الثانوية نظراً لطبيعة هذه المرحلة بالإضافة إلى قابلية الطالب للاستهواء ، ومما هو جدير بالذكر أن مشكلة الهروب المدرسي ما هي إلا عرضاً لوجود مشكلات أخرى دراسية أو أسرية أو اقتصادية .
ثالثاً : مشكلات الاضطراب النفسي :
يواجه الطلاب في المدارس أحياناً مشكلات نفسية حادة خاصة بين طلاب المرحلة الثانوية ، حيث المناخ مهيأ للإصابة بمثل هذا النوع لما تتميز به مرحلة المراهقة من حساسية زائدة للنقد ورفض السلطة من الأسرة والمدرسة، ويجد الطالب صعوبة في التوافق مع المدرسة وتظهر مؤشرات وجود المرض مثل الهلاوس ، والهذاءات ، والأفكار الخاطئة ، وتأخذ مشكلات الاضطراب النفسي عدة أشكال منها الأمراض العقلية والأمراض النفسية ، والأمراض المضادة للمجتمع .
رابعاً : المشكلات السلوكية :
وهي مرتبطة بالأداء غير المقبول لسلوك الطالب داخل المدرسة وإن كان هذا السلوك لم يصل إلى درجة الاضطراب العقلي أو النفسي ، ونذكر منها العدوان، الكذب ، السرقة ، إدمان العادة السرية .. الخ ، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة مشكلة التدخين وتعاطي بعض العقاقير كالمنشطات ، والمنبهات التي تؤثر على سلوك الطلاب وانتظامهم الدراسي .
خامساً : التكوين غير الطبيعي :
وهي التي تتصل بعدم سلامة أو اكتمال النمو الجسمي ، وتتمثل في حالات الشلل وضعف الإبصار أو البتر أو التشوه … الخ .
سادساً: المشكلات الأسرية :
وهي المشكلات الناجمة عن اضطراب في بناء أو وظائف الأسرة نتيجة لسوء العلاقات الأسرية أو الهجر أو الطلاق أو وفاة أحد الوالدين ، وكذلك الاضطراب في وظائف التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة كاضطراب النموذج الأسري كتعاطي الأب المخدرات … الخ ، وهي عوامل تؤثر على الطالب بشكل مباشر أو غير مباشر.
سابعاً : المشكلات الصحية :
وهي المشكلات الناجمة عن إصابة الطالب بأحد الأمراض المزمنة مثل الدرن الرئوي أو روماتيزم القلب أو عملية جراحية قد تؤثر على كفاءة الجهاز الجسمي ، الأمر الذي يقلل من قدرة الطالب على الاستفادة من العملية التعليمية .
ثامناً: المشكلات الاقتصادية :
وهي المشكلات الناجمة عن انخفاض دخل الأسرة أو كثرة عدد الأبناء أو انعدام مصدر الدخل في الأسرة مما يؤثر تأثيراً مباشر على إشباع الأسرة لحاجات أفرادها ، ولا تعتبر المدرسة مؤسسة للعون الاقتصادي ، ومن الأفضل عدم منح الطالب الإعانة ، ولكن يفضل استثمار طاقاته وقدراته عن طريق التشغيل وتشجيعه على العمل للوفاء بالتزاماته حتى لا يتحول إلى نمط اعتمادي أو اتكالي بعد ذلك .
الخصائص العامة لتطبيق خدمة الفرد في المجال المدرسي
أولاً : مداخل خدمة الفرد في المجال المدرسي
خدمـة الفــرد الوقائيـة
ويقصد بها حماية الطالب من التوغل في عمق تأثير المشكلة ولا يشترط هنا أن لا تكون المشكلة قد حدثت ، بل أنها قد تكون قائمة ولم يتقدم بها الطالب أو أنها مازالت في مرحلة البداية ولم تؤثر على الطالب بشكل واضح.
ويمكن استخدام الأساليب التالية لتحقيق خدمة الفرد الوقائية وهي :
v تطبيق أسلوب المبادرة :
وهو أسلوب يجمع بين خدمة الفرد المعروضة والمفروضة ويتمثل في انتقال الأخصائي إلى المواقع مثل ( الفصول – طابور الصباح – قاعة النشاط ) من أجل اكتشاف بعض الحالات التي لم يتقدم بها الطالب تلقائياً طالباً للمساعدة .
v مراجعة البطاقات المدرسية :
فهي مجال خصب لاكتشاف العديد من الحالات .
v مراجعة سجلات الغياب بالمدرسة :
فمن المعروف أن الغياب المتكرر عرض لوجود العديد من المشكلات .
v الشهادات الدراسية :
خاصة الحالات شديدة التأخر الدراسي التي تظهر بعد كل تقويم أو امتحان فصل دراسي أو في نهاية العام .
خدمــة الفـرد العلاجيـة
تطبــق خدمــة الفـرد العلاجيـة في المجــال المدرسي من خلال المستويــات التاليـة :
v المواقف والاستشارات المدرسية السريعة :
وهي مواقف تمتص معظم وقت الأخصائي الاجتماعي داخل المدرسة وكثيراً ما يواجهها أثناء العمل ، ولا يمكن وصفها بأنها حالة فردية