حالة (م . ع )
حول السيد فرج حسان مدرس اللغة الانجليزية بإحدى المدارس الثانوية الأهلية حالة الطالب (م . ع ) بالسنة الأولى إلى الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة وذلك لكثرة تغيبه إلى الحد الذي قد يؤدي إلى فصله من المدرسة وقرر الأخصائي الاجتماعي أن الطالب في وسعه التقدم لو انه واظب على الحضور واهتم بأداء الواجبات إذ انه يظهر كثيرا من التفوق حينما يحضر الدروس وقد حاول المدرس أن يعلم من الطالب سبب انقطاعه المتفرق لكن الأسباب التي يبديها غير مقنعة .
اطلع الأخصائي على ملف الطالب بالمدرسة وتبين من أن سن الطالب 17 سنة وان والده يعمل مديرا أداريا في احد المصانع الحكومية الكبرى وان له أخت اكبر منه بكلية الآداب وأخ سنه 7 سنوات بالسنة الثانية الابتدائية وقد كان مجموع الطلب في الشهادة الإعدادية 78/ كما كان متفوقا في المرحلةالابتدائية. تقابل الأخصائي الاجتماعي مع مدرس اللغة العربية الذي شارك مدرس اللغة الانجليزية في الرأي وأوضح أن انتظام الطالب في الدراسة كفيل بتفوقه ولكنه لم يفعل . حاول الأخصائي الاجتماعي مقابلة الطالب ولكنه كان غائبا في ذلك اليوم كأمس فلم يجد بدا من إرسال خطاب حمله عامل من المدرسة وسلمه باليد بمنزل الطالب ويطلب من ولي الأمر الحضور للمدرسة يوم الاثنين في العاشرة صباحا لمقابلة الأخصائي الاجتماعي لأمر هام ويتعلق بمستقبل الطالب .
دخل الأخصائي الاجتماعي في الثامنة صباحا إلى مكتبه فوجد احد الطلاب في انتظاره ونهض من فوره ليعلق انه (م . ع ) وقد ظل ينتظره لساعة كاملة ليخبره أن والداه غير قادر على الحضور في العاشرة لأنه لم يتعود
التغيب عن عمله مهما كانت الظروف ، وذكر أن الرسالة التي حملها الفراش إلى منزله أمس قد تسببت في شجار وسؤ تفاهم .
ومظهر الطالب عادي ويبدو عليه الذكاء وقد قال للأخصائي الاجتماعي بشي من التحدي أنه ليس الوحيد الذي يتغيب في المدرسة فهناك متغيبون أكثر منه ، وأحس الأخصائي الاجتماعي بعنف لهجة الطالب فقال انه تحمس للاتصال بولي أمره بعد أن عجز عن مقابلته لتغيبه ، وبعد أن اجمع مدرسوه على نضج عقله وقدرته على التفوق لو أنه انتظم في الدراسة ورد الطالب بشي من الخجل بأنه يفهم بسرعة ويمكنه النجاح بسهولة ولكنه غير راغب في استكمال الدراسة الثانوية العامة ويفضل التعليم الفني .
وهو يعتقد أن الغرض من التعليم هو الاستعداد لأداء عمل نافع وهو يهوى الأعمال الميكانيكية ويتمتع بالاشتغال بها ويقضي معظم أوقاته التي يتغيب فيها عن المدرسة في الاشتراك في بعض هذه الأعمال بالورشة الفنية لتصليح السيارات التي يملكها عمه وأضاف انه يري بعينه كيف يحقق عمه أرباحا كثيرة مرات ومرات عن دخل والده الموظف الكبير وعلاوة على ذلك فعمه يملك منزله الخاص وعمارة يحصل منها على إيراد محترم وقال أنه عبر عن رغبته هذه لوالده قبل أن يلتحق بهذه المدرسة فحاول إقناعه بأهمية التعليم الجامعي إلا انه حين تأكد من رغبته في التعليم الفني وافقه ، ولكن والداته ثارت ثورة عارمة حين رأت الوالد ينزل على إرادته وندبت حظها التعس الذي اوقعها في عائلة من أنصاف المتعلمين إذ أنها تعتقد أن أسرتها أرقى من أسرة زوجها لان جميع أفراد أسرتها جامعيون يشغلون مناصب مرموقة في الدولة ، وأفاد انه لم يفلح في معارضة والديه بعد أن كونا جبهة ضده والتحق بالمدرسة مرغما عنه ولكنه لازال يعتقد أن الإنسان لا ترفعه الشهادة العلمية .
عند هذا الحد دق الجرس فتهيا لمغادرة المكتب بأخباره الأخصائي انه يريد أن يستكمل معه الحديث فأجاب أنه سوف يأتي بعد أن يلتقي الأخصائي بوالده بعد ظهر اليوم وانصرف .
الساعة الواحدة بعد الظهر حضر والد الطالب لمقابلة الأخصائي الاجتماعي وهو رجل مهاب في العقد الخامس من العمر وقد ذكر انه يعلم حقيقة غياب ابنه كثيرا وأن أمله قد خاب فيه وقد نفذ صبره معه حتى انه قرر أن يتركه للأيام تفعل به ما تشاء ، وذكر أن عقله ذكي وكان مثلا للطالب المتقدم في الابتدائي والإعدادي إلا انه قد تصادق أخيرا مع أبناء عمه صاحب ورشة ميكانيكية وأنه قد عثر على ضالته فهوى الأعمال الخاصة بالسيارة وترك الوالد له الحرية في الأجازة الصيفية إلا أنه ارتبط بالعمل وبالعمال لدرجة لفتت نظر والدته ونبهته إلى أن الابن قد تطبع بطباع وألفاظ وأخلاق العمال فاعتبر هذا منها ترفعا واستعلاء خصوصا وهو يعلم أنها خريجة المدارس الأجنبية ومازالت متأثرة بنشأتها في وسط يتميز عن وسط أهله أبناء البلد الذي انجذب ابنه إليهم وقد ذهبت الأم في تصورها إلى حد أنها توهمت أن أهله استحوذوا على ابنها ليكيدون لها ويحطمون مستقبله بيديه وهي كثيرة النقد والتأنيب له هو لدرجة أنه أصبح لا يطيقها ولا يستمع لكلامها وكثيرا ما عبرت عن غضبها بالبكاء والنواح حتى أنه (الوالد ) ذهب إلى أخيه (صاحب الورشة ) يرجوه أن يطرد ما هو أن حضر إلى الورشة وان يمتنع عن إعطائه أي اجر عما يقوم به من أعمال ، وقد رفض العم طرد ابن الأخ إلا انه وعد بنصحه للاهتمام بدروسه حتى يمكنه أن ينجح في الامتحان .
الأسئلة :-
1. ناقش تصرفات الأخصائي الاجتماعي .
2. حددي مناطق الدراسة وما مصادر الدراسة التي يمكن الاستعانة بها .