كيف نواجه الضغوط النفسية ؟
نحن نعيش في عالم القلق اليوم ، والقلق النفسي من أشد الأمراض النفسية وأكثرها ضررا على الإنسان ، والقلق خوف لايعرف مصدره خوف من المستقبل لكن الإنسان لايستطيع أن يحدد من أين جاءه هذا الخوف ؟أما الخوف الطبيعي فهو خوف الفرد مما يألف منه الناس عادة كخوفه من النار أو الحيوانات المفترسة أما الخوف المرضي فهو أن يخاف الإنسان مما لاخوف منه عادة كخوفه من ركوب الطائرة أو من الحيوانات الأليفة كالقطط أو من الحشرات أومن الأماكن الضيقة أو العالية وغيرها ،و من أمتع الكتب التي تتحدث عن القلق كتاب باسم دع القلق وابدأ الحياة مؤلف هذا الكتاب كاتب أمريكي اسمه دايل كارنيجي فهو يتحدث في كتابه بواقعية صرفه ،و كأنه يقول: وهو لم يقل ذلك طبعا ولكني استشفيت ذلك من كلامه ،أنه ينبغي للإنسان المصاب بالقلق أن يعالج نفسه بنفسه وأن الأدوية التي تعالج القلق إنما هي أدوية مسكنة لاتفيد كثيرا مالم يتفاءل الإنسان ويترك التفكير السلبي بينه وبين نفسه الذي يؤدي إلى شعوره بالقلق والتوتر ، وقد تحدث عن قصته مع هذا المرض الذي أدى به إلى إصابته بقرحة المعدة وو صف له الأطباء علاجا دوائيا وألزموه بان يستخدم هذا الدواء ولكن الرجل بدأ يفكر ويقول مانهاية هذا المرض؟ وما أسوأ الاحتمالات التي يمكن أن تصيبني ؟ إن أسوا الاحتمالات هي : أن أموت لأن الأطباء قالوا لاعلاج لك من قرحة المعدة 0 وقرحة المعدة من الأمراض النفسجسمية نفسية المنشأ، فعندما ترتفع نسبة القلق عند الإنسان تزداد الأحماض الحارقة على جدار المعدة فتحدث القرحة ، فكر صاحبنا في هذا المرض الذي أصيب به وقال :إن هذه نهاية حياتي يقول: في كتابه ص26 دع القلق وأبدأ الحياة (اخبرني إيرل د0هاني أنه تأكد الآن أنه استخدم وصفة ويليس كارير من أجل التخلص من القلق ، أولا : سألت نفسي "ما أسوأ ما يمكن أن يحدث لي ؟"وكان الجواب : الموت ، ثانيا: جهزت نفسي لاستقبال الموت ، وكان علي أن أفعل ذلك إذلم يكن لي أي خيار آخر والأطباء أكدوا لي أن حالتي يائسة 0
ثالثا: حاولت أن أحسن وضعي بالاستمتاع بأيامي الباقية ، فلو إستمريت في القلق بعدما ابحرت على متن السفينة لأنني عزمت على السفر بعد ما منعني الأطباء منه ، معنى ذلك أن كلام الأطباء سينفذ ، لكني استرخيت ونسيت كل متاعبي ومعاناتي السابقة وصرت أرقص وأغني وقد منحني هدوء بالي مولدا جديدا لطاقة أنقذت حياتي 0
وهكذا كان قلقا فطبق هذه القاعدة المؤلفة من ثلاث مراحل كالتالي :
1- اسأل نفسك : ما أسوا احتمال يمكن أن يحدث لك ؟
2- جهز نفسك للقبول به 0
3- ثم باشر بهدوء لتحسين ذلك الاحتمال 0
عندما استعرضنا نظرية ويلبس كاريرالسابقة ، البعض يعتقد أنه أتى بشيء جديد ولم يعلم هو وغيره ممن يعتقد بجدة هذه النظرية أن القرآن الكريم كان سبقه إليها منذ 14 قرنا قال تعالى: ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) والرسول - صلى الله عليه وسلم- قال لبلال : أرحنا بها يابلال " إذن الدعاء والعبادة تريح النفس وتبعد الهم والغم وتجعل الإنسان سعيدا في حياته بعيدا عن القلق والتوتر ، وكارنيجي في نظري لم يأت بجديد ففي تراثنا الإسلامي لوتفحصناه وتدبرناه أدوية شافية للقلق والتوتر، لكن كثيرا من الناس لايفعلون ذلك أنا لا أقلل من شأن العلاج النفسي عند الأطباء النفسانيين ولكن الأطباء أنفسهم لايقتصرون على علاج واحد للأمراض النفسية فهناك العلاج الدوائي وهناك العلاج الإيحائي والعلاج بالعمل والعلاج بالرسم العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الاجتماعي والعلاج الغذائي والعلاج بخط الزمن وغيرذلك كثير ( ما أنزل الله من داء إلا له دواء علمه من علمه وجهله من جهلة )0
القلق مطلوب فهو الذي يشحذ الهمة ويدفع إلى العمل ولكن مقدار من القلق يكفي ، إذ المبالغة في القلق مرض فالطالب والطالبة محتا جان إلى شيء من القلق ليدفعهما إلى استذكار دروسهما ، ولكن القلق إذا زاد عن حده كان سببا في ارتباك الطالب وعدم قدرته على الآجابة الصحيحة في الاختبارات وهو من أسباب النسيان للمادة المقرؤة فا لقلق الزائد يحجب التفكير الصحيح ، ومن أفضل العلاجات التي قرأت عنها في علاج القلق الرياضة والقراءة الحرة ورياضة البدن تتكامل مع رياضة الفكر، وقراءة القرآن الكريم والتمتع بالزيارات والرحلات الخلوية فيها تخفيف عما يواجهه الإنسان من ضغوط الحياة ، والله أعلم