:(1)القــــــــرار
اني عشقتكي واتخذت قراري
فلمن اقدم ياترى اعذاري
لا سلطه في الحب
تعلو سلطتي
فالراي رائي والخيار خياري
هذه احاسيسي فلا تتدخلي ارجوكي
بين البحر والبحاري
ماذا اخاف ... ماذا اخاف
وانا المحيط .... وانتي
من انهاري
وانا النساء جعلتهن خواتم لاصابعي
وكواكب لمداري
خليكي صامته ولا تتكلمي
فانا ادير مع النساء حواري
وانا الذي اعطي مراسيم الهوى
للواقفات امام باب مزاري
وانا ارتب دولتي وخرائطي
وانا الذي اختار لون بحاري
انا في الهوى متحكماً متسلطاً
في كل عشقاً نكه استعماري
ف استسلمي لئرادتي ومشيئتي
واستقبلي بطفوله امطاري
ان كان عندي ما اقول
فساقوله للواحد القهاري
عيناكي وحدهما هما شرعيتي
ومراكبي وصديقتي ومساري
ان كان لي وطناًفوجهك موطني
او كان لي داراً فحبك داري
يا انتي ياسلطانتي ومليكتي
ياكوكبي البحريه ياعشتاري
اني احبكي دون اي تحفظاً
واعيش فيكي ولادتي ودماري
اني اقترفتكي عامداً متعمدن
وان كنتي عاراً
يا لروعت عاري
ماذا اخاف ...ومن اخاف
انا الذي نام الزمان على صدى اوتاري
وانا مفاتيح القصيدة في يدي
من قبل بشاراً ومن مهياري
وانا جعلت الشعر خبزاً ساخناً
وجعلته ثمراً على الاشجاري
سافرت في بحر النساء
ولم ازل من يومها مقطوعه اخباري
من ذا يقاضيني
وانتي قضيتي
ورصيف احلامي ... وضواء نهاري
من ذا يهددني وانتي حضارتي...وثقافتي
وكتابتي ... ومناري
اني استقلت من القبائل كلها
وتركت خلفي خيمتي وغباري
هم يرفضون طفولتي
وانا ارفض مدائن الفخاري
كل القبائل لا تريد نسائها
ان يكتشفً الحب في اشعاري
كل السلاطين الذي عرفتهم
قطعو يديا وصادرو اشعاري
لكنني قاتلتهم وقتلتهم
ومررت بالتاريخ كالاعصاري
اسقطت بالكلمات الف خليفه
وحفرت بالكلمات الف جداري
يا صغيرتي ان السفينه ابحرت
فتكوني كا حمامة بجواري
ما عاد ينفعكي البكاء والاسى
فقد عشقتكي واتخذت قراري
ماذا أقول له ؟؟؟
ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟
ماذا أقول : إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟
وأن تنام على خصري ذراعاه؟
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنين قصتي معه؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخلينا
لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..
اني خيرتك .. فاختاري
مابين الموت على صدري
او فوق دفاتر اشعاري
اختاري الحب .. او اللاحب
فجبن ان لا تختاري
لا توجد منطقه وسطى
مابين الجنه والنار
ارمي اوراقك كامله وسارضي عن اي قرار
انفعلي
انفجري
لا تفعلي مثل المسمار
لا يمكن ان ابقى ابداً
كالقشه تحت الامطار
مرهقه انتي .. وخائفة
وطويل جداً .. مشواري
غوصي في البحر .. او ابتعدي
لا بحر من غير دوار
الحب .. مواجهه كبرى
ابحار ضد التيار
صلب بين الاقمار
يقتلني جبنك .. يا امراة
تتسلي من خلق ستار
اني لا اؤمن في حب
لا يحمل نزق الثوار
لا يكسر كل الاسوار
لا يضرب مثل الاعصار
اهـ لو حبك يبلعني
يقلعني .. مثل الاعصار
اني خيرتك فاختاري
مابين الموت على صدري
او فوق دفاتر اشعاري
لا توجد منطقى وسطى
ما بين الجنه والنار
علمني حبك ان احزن
وانا محتاج منذ عصور
لامراة .. تجعلني احزن
لامراة .. ابكي فوق ذراعيها
مثل العصفور
لامراة .. تجمع اجزائي
كشظايا البللور المكسور
علمني حبك .. سيدتي اسوأ عادات
علمني افتح فنجاني في الليله الالف المرات
واجرب طلب العطارين .. واطرق باب العرافات
علمني اخرج من بيتي .. لامشط ارصفة الطرقات
واطارد وجهك في الامطار .. وفي اضواء السيارات
واطارد ثوبك في اثواب المجهولات
واطارد طيفك
حتى
حتى
في اوراق الاعلانات
علمني حبك كيف اهيم على وجهي ساعات
بحثا عن شعر غجري تحسده كل الحجريات
بحثا عن وجه .. عن صوت .. هوا كل الاوجه والاصوات
ادخلني حبك سيدتي .. مدن الاحزان
وانا من قبلك لم ادخل مدن الاحزان
لم اعرف ابداً ان الدمع هوا الانسان
وان الانسان بالاحزان .. ذكرى انسان
علمني حبك
علمني حبك ان اتصرف كالصبيان
ان ارسم وجهك بالطبشور على الحيطان
وعلى اشرعه الصيادين .. على الاجراي على الصلبان
علمني حبك
كيف الحب يغير خارطه الازمان
علمني اني حين احب تكف الارض عن الدوران
علمني حبك اشياء
ما كانت ابداً في الحسبان
فقرات اقاصيص الاطفال .. دخلت قصور ملوك الجان
وحلمت ان تتزوجني بنت السلطان
تلك العيناها .. اصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها .. اشهى من زهر الرمان
وحلمت ان اخطفها مثل الفرسان
وحلمت باني اهديها اطواق اللؤلؤ والمرجان
علمني حبك يا سيدتي ... ما الهذيان
علمني كيف يمر العمر ... ولا تاتي بنت السلطان
علمني حبك ... كيف احبك في كل الاشياء
في الشجر العاري .. في الاوراق اليابسه الصفراء
في الجو الماطر في الانواء
في اصغر مقهى نشرب فيه مساء
قهوتنا السوداء
علمني حبك ان أوى :
لفنادق ليس لها اسماء
ومقاه ليس لها اسماء
علمني حبك كيف الليل يضخم احزان الغرباء
علمني كيف ارى بيروت
امرأة طاغية الاغراء
امرأة تلبس كل مساء
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمين
في طرق " الروشة " و " الحمراء "
علمني حبك ان احزن
وانا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني احزن
لامرأة ابكي فوق ذراعيها
مثل العصفور
لامرأة تجمع اجزائي
كشظايا البللور المكسور
قارئة الفنجان
جلست .. والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت : يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هوا المكتوب
ياولدي .. قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب
فنجانك .. دنيا مرعبه
وحياتك اسفار وحروب
ستحب كثيرا وكثيرا
وتموت كثيرا وكثيرا
وستعشق كل نساء الارض
وترجع كالملك المغلوب
بحياتك .. يا ولدي .. امراءة
عيناها .. سبحان المعبود
فمها .. مرسوم كالعنقود
ضحكتها .. موسيقي وورود
لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدود
مسدود
فحبيبه قلبك .. ياولدي
نائمه في قصر مرصود
والقصر كبيراً يا ولدي
وكلاب تحرسه وجنود
واميرة قلبك نائمه
من يدخل حجرتها مفقود
من يدنو
من سور حديقتها
مفقود
من حاول فك ضفائرها
يا ولدي
مفقود
مفقود
مفقود
بصرت
ونجمت كثيراً
لكني .. لم اقرأ ابدا
فنجانا يشبة فنجانك
لم اعرف ابداً يا ولدي
احزاناً
تشبه احزانك
مقدورك ان تمشي ابداً
في الحب .. على حد الخنجر
وتظل وحيداً كالاصداف
وتظل حزيناً الصفصاف
مقدورك ان تمضي ابداً
في بحر الحب بغير قلوح
وتحب ملايين المرات
وترجع كالملك المخلوع
جلست .. والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت : ياولدي لا تحزن
فالحب عليك هوا المكتوب
ياولدي .. قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب
تسئلني حبيبتي
مالفرق بيني وبين ... السماء
الفرق ما بينكما
انكي ان ضحكتي يا حبيبتي
انسى السماء
ياربي قلبي لم يعد كافياً
لان من احبها تعادل الدنيا
فضع بصدري واحداً
غيره يكون بمساحه الدنيا
مازلت تسئلني عن عيد ميلادي
سجل لديك اذن ما انت تجهله
تاريخ حبك لي تاريخ ميلادي
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
ما اطلب ابداً من ربي الى شيئين
ان يحفض هاتين العينين
ويزيد بايامي يومين كي اكتي شعراً
في هاتين اللؤلأتين
اشكوكي للسماء كيف استطعتي كيف
ان تختصري جميع مافي الارض من نساء
لو كنتي ياصديقتي بمستوى جنوني
رميتي ما عليكي من جواهراً
وبعتي ما لديكي من اساوراً
ونمتي في عيوني
لان كلام القواميس مات
لان كلام الروايات مات
اريد اكتشاف طريقه عشقاً
احبكي فيها بلا كلمات
انا عنكي ما اخبرتهم
لكنه لمحوكي تغتسلين في احداقي
انا عنكي ما كلمتهم
لاكنهم قراؤكي في حبري وفي اوراقي
ذوبت في غرامكي الاقلام
من ازرقاً واحمراً واخضراً
حتى انتهاء الكلام
علقت حبي لكي في اساور الحمام
ولم اكن اعرف يا حبيبتي
ان الهوى يطير كا الحمام
حبكي يا عميقه العينين
حبكي مثل الموت ... والولادة
صعب لان يعاد مرتين
عشرين الف امراة احببت
عشرين الف امراة جربت
وعندما التقيت فيكي يا حبيبتي
شعرت اني الان قد بدات
اني احبكي عندما تبكين
واحب وجهكي غائماً وحزيناً
الحزن يصغرنا معاً
من حيث لا ادري ولا تدريناً
بعض النساء وجوههم جميله
وتصير اجمل عندما تبكيناً
حين اكون عاشقاً
شاة الفرس من رعيتي
واخضع الصين لصولجاني
وانقل البحار من مكانها
ولو اردت ... اوقف الثواني
حين اكون عاشقاً
اصبح ضواء سائلاً
لا تستطيع العين ان تراني
حين اكون عاشقاً
تنفجر المياة من اصابعي
وينبت العشب على لساني
حين اكون عاشقاً
اغدو زماناً خارج الزماني
عدي على اصابع اليدين ما ياتي
ف اولا : حبيبتي انتي
وثانياً : حبيبتي انتي
وثالثاً : حبيبتي انتي
ورابعاً وخامساً وسادساً وسابعاً
وثامناً وتاسعاً وعاشراً
حبيبتي انتي
[center]يدك
يـدُكِ التي حَطَّـتْ على كَتِفـي
كحَمَامَـةٍ .. نَزلَتْ لكي تَشـربْ
عنـدي تسـاوي ألـفَ مملَكَـةٍ
يـا ليتَـها تبقـى ولا تَذهَـبْ
تلكَ السَّـبيكَةُ.. كيـفَ أرفضُها؟
مَنْ يَرفضُ السُّكنى على كوكَبْ؟
لَهَـثَ الخـيالُ على ملاسَـتِها
وانهَارَ عندَ سـوارِها المُذْهَـبْ
الشّمـسُ.. نائمـةٌ على كتفـي
قـبَّلتُـها ألْـفـاً ولـم أتعَـبْ
نَهْـرٌ حـريريٌّ .. ومَرْوَحَـةٌ
صـينيَّةٌ .. وقصـيدةٌ تُكتَـبْ..
يَدُكِ المليسـةُ ، كيـفَ أقنِـعُها
أنِّي بها .. أنّـي بها مُعجَـبْ؟
قولـي لَهَا .. تَمْضـي برحلتِها
فَلَهَا جميـعُ .. جميعُ ما تَرغبْ
يدُكِ الصغيرةُ .. نَجمةٌ هَرَبَـتْ
مـاذا أقـولُ لنجمـةٍ تلعـبْ؟
أنا سـاهرٌ .. ومعي يـدُ امرأةٍ
بيضاءُ.. هل أشهى وهل أطيَبْ؟
أتحدّى..
من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني
يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ
وعقودَ الياسمينِ..
أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ
من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ
أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..
أتحدّى..
كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ
منذُ آلافِ القرونِ..
أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً
فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني
أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي
وطناً مثلَ فمي..
وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني
أتحدّاهُم جميعاً..
أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً
كمكاتيبِ غرامي..
أو يجيؤوكِ –على كثرتهم-
بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..
أتحداكِ أنا أن تذكُري
رجلاً من بينِ من أحببتهم
أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ
أتحدّى..
مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ
والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ
فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى..
تجديني دائماً بينَ السطورْ
إنني أسكنُ في الحبّ..
فما من قبلةٍ..
أُخذتْ.. أو أُعطيتْ
ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...
أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي
وبواريدَ القبيلهْ..
أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ
منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ
أتحدّاهم جميعاً..
أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..
أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ
مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..
أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي
عاشقاً مثلي..
وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري
فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..
واضحكي،
وابكي،
وجوعي،
فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي
موطناً فيهِ تنامينَ كصدري..
حُبٌ إستثنائي.. لامرأةٍ إستثنائية
أكثرُ ما يعذّبني في حُبِّكِ..
أنني لا أستطيع أن أحبّكِ أكثرْ..
وأكثرُ ما يضايقني في حواسّي الخمسْ..
أنها بقيتْ خمساً.. لا أكثَرْ..
إنَّ امرأةً إستثنائيةً مثلكِ
تحتاجُ إلى أحاسيسَ إستثنائيَّهْ..
وأشواقٍ إستثنائيَّهْ..
ودموعٍ إستثنايَّهْ..
وديانةٍ رابعَهْ..
لها تعاليمُها ، وطقوسُها، وجنَّتُها، ونارُها.
إنَّ امرأةً إستثنائيَّةً مثلكِ..
تحتاجُ إلى كُتُبٍ تُكْتَبُ لها وحدَها..
وحزنٍ خاصٍ بها وحدَها..
وموتٍ خاصٍ بها وحدَها
وزَمَنٍ بملايين الغُرف..
تسكنُ فيه وحدها..
لكنّني واأسفاهْ..
لا أستطيع أن أعجنَ الثواني
على شكل خواتمَ أضعُها في أصابعكْ
فالسنةُ محكومةٌ بشهورها
والشهورُ محكومةٌ بأسابيعها
والأسابيعُ محكومةٌ بأيامِها
وأيّامي محكومةٌ بتعاقب الليل والنهارْ
في عينيكِ البَنَفسجيتيْنْ...
2
أكثرُ ما يعذِّبني في اللغة.. أنّها لا تكفيكِ.
وأكثرُ ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتُبُكِ..
أنتِ امرأةٌ صعبهْ..
كلماتي تلهثُ كالخيول على مرتفعاتكْ..
ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئيَّهْ..
معكِ لا توجدُ مشكلة..
إنَّ مشكلتي هي مع الأبجديَّهْ..
مع ثمانٍ وعشرين حرفاً، لا تكفيني لتغطية بوصة
واحدةٍ من مساحات أنوثتكْ..
ولا تكفيني لإقامة صلاة شكرٍ واحدةٍ لوجهك
الجميلْ...
إنَّ ما يحزنني في علاقتي معكِ..
أنكِ امرأةٌ متعدِّدهْ..
واللغةُ واحِدهْ..
فماذا تقترحين أن أفعلْ؟
كي أتصالح مع لغتي..
وأُزيلَ هذه الغُربَهْ..
بين الخَزَفِ، وبين الأصابعْ
بين سطوحكِ المصقولهْ..
وعَرَباتي المدفونةِ في الثلجْ..
بين محيط خصركِ..
وطُموحِ مراكبي..
لاكتشاف كرويّة الأرضْ..
3
ربما كنتِ راضيةً عنِّي..
لأنني جعلتكِ كالأميرات في كُتُب الأطفالْ
ورسمتُكِ كالملائكة على سقوف الكنائس..
ولكني لستُ راضياً عن نفسي..
فقد كان بإمكاني أن أرسمكِ بطريقة أفضلْ.
وأوزّعَ الوردَ والذَهَبَ حول إليتيْكِ.. بشكلٍ أفضلْ.
ولكنَّ الوقت فاجأني.
وأنا معلَّقٌ بين النحاس.. وبين الحليبْ..
بين النعاس.. وبين البحرْ..
بين أظافر الشهوة.. ولحم المرايا..
بين الخطوط المنحنية.. والخطوط المستقيمهْ..
ربما كنتِ قانعةً، مثل كلّ النساءْ،
بأيّة قصيدة حبٍ . تُقال لكِ..
أما أنا فغير قانعٍ بقناعاتكْ..
فهناك مئاتٌ من الكلمات تطلب مقابلتي..
ولا أقابلها..
وهناك مئاتٌ من القصائدْ..
تجلس ساعات في غرفة الإنتظار..
فأعتذر لها..
إنني لا أبحث عن قصيدةٍ ما..
لإمرأةٍ ما..
ولكنني أبحث عن "قصيدتكِ" أنتِ....
4
إنني عاتبٌ على جسدي..
لأنه لم يستطع ارتداءكِ بشكل أفضلْ..
وعاتبٌ على مسامات جلدي..
لأنها لم تستطع أن تمتصَّكِ بشكل أفضلْ..
وعاتبٌ على فمي..
لأنه لم يلتقط حبّات اللؤلؤ المتناثرة على امتداد
شواطئكِ بشكلٍ أفضلْ..
وعاتبٌ على خيالي..
لأنه لم يتخيَّل كيف يمكن أن تنفجر البروق،
وأقواسُ قُزَحْ..
بصورة رسميَّهْ...
ولكن.. ماذا ينفع العتب الآنْ..
بعد أن أصبحتْ علاقتنا كبرتقالةٍ شاحبة،
سقطت في البحرْ..
لقد كان جسدُكِ مليئاً باحتمالات المطرْ..
وكان ميزانُ الزلازلْ
يتنبأ باهتزاز الأرضْ..
ويعطي علامات يوم القيامهْ..
ولكنني لم أكن ذكياً بما فيه الكفايه..
لألتقط إشاراتكْ..
ولم أكن مثقفاً بما فيه الكفايه...
لأقرأ أفكار الموج والزَبَدْ
وأسمعَ إيقاعَ دورتكِ الدمويّهْ....
5
أكثر ما يعذِّبني في تاريخي معكِ..
أنني عاملتُكِ على طريقة بيدبا الفيلسوفْ..
ولم أعاملكِ على طريقة رامبو.. وزوربا..
وفان كوخ.. وديكِ الجنّ.. وسائر المجانينْ
عاملتُك كأستاذ جامعيّْ..
يخاف أن يُحبَّ طالبته الجميلهْ..
حتى لا يخسَر شرَفَه الأكاديمي..
لهذا أشعر برغبةٍ طاغية في الإعتذار إليكِ..
عن جميع أشعار التصوُّف التي أسمعتكِ إياها..
يوم كنتِ تأتينَ إليَّ..
مليئةً كالسنبُلهْ..
وطازجةً كالسمكة الخارجة من البحرْ..
6
أعتذر إليكِ..
بالنيابة عن ابن الفارض، وجلال الدين الرومي،
ومحي الدين بن عربي..
عن كلَّ التنظيرات.. والتهويمات.. والرموز..
والأقنعة التي كنتُ أضعها على وجهي، في
غرفة الحُبّْ..
يوم كان المطلوبُ منِّي..
أن أكونَ قاطعاً كالشفرة
وهجومياً كفهدٍ إفريقيّْ..
أشعرُ برغبة في الإعتذار إليكِ..
عن غبائي الذي لا مثيلَ له..
وجبني الذي لا مثيل له..
وعن كل الحكم المأثورة..
التي كنتُ أحفظها عن ظهر قلبْ..
7
أعترفُ لكِ يا سيّدتي..
أنّكِ كنتِ امرأةً إستثنائيَّهْ
وأنَّ غبائي كان استثنائياً...
فاسمحي لي أن أتلو أمامكِ فِعْلَ الندامَهْ
عن كلِّ مواقف الحكمة التي صدرتْ عنِّي..
فقد تأكّد لي..
بعدما خسرتُ السباقْ..
وخسرتُ نقودي..
وخيولي..
أن الحكمةَ هي أسوأُ طَبَقٍ نقدِّمهُ..
لامرأةٍ نحبُّها....
يُسمعني.. حـينَ يراقصُني
كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحـتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـرُ الأسـودُ في عيني
يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات
يحملـني معـهُ.. يحملـني
لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات
وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ
كالريشةِ تحملها النسمـات
يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ
بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات
يهديني شمسـاً.. يهـديني
صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات
يخـبرني.. أني تحفتـهُ
وأساوي آلافَ النجمات
و بأنـي كنـزٌ... وبأني
أجملُ ما شاهدَ من لوحات
يروي أشيـاءَ تدوخـني
تنسيني المرقصَ والخطوات
كلماتٍ تقلـبُ تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظـات
يبني لي قصـراً من وهـمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي
لا شيءَ معي.. إلا كلمات
ملحوظة هامة قد تتائثر بعض المعانى فى القصيدة بسبب حذف المعانى الخارجة منها
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي..
أقولُها لكِ،
عندما تدقُّ الساعةُ منتصفَ الليلْ
وتغرقُ السنةُ الماضيةُ في مياه أحزاني
كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورقْ..
أقولُها لكِ على طريقتي..
متجاوزاً كلَّ الطقوس الاحتفاليَّهْ
التي يمارسها العالم منذ 1975 سنة..
وكاسراً كلَّ تقاليد الفرح الكاذب
التي يتمسك بها الناس منذ 1975 سنة..
ورافضاً..
كلَّ العبارات الكلاسيكية..
التي يردّدها الرجالُ على مسامع النساءْ
منذ 1975 سنة..
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي..
أقولها لكِ بكل بساطه..
كما يقرأ طفلٌ صلاتَهْ قبل النومْ
وكما يقف عصفورٌ على سنبلة قمحْ..
فتزدادُ الأزاهيرُ المشغولةُ على ثوبك الأبيض..
زهرةً..
وتزداد المراكبُ المنتظرةُ في مياه عينيكِ..
مركباً..
أقولها لكِ بحرارةٍ ونَزَقْ
كما يضربُ الراقصُ الاسبانيُّ قَدَمَهُ بالأرضْ
فتتشكَّلْ ألوفُ الدوائرْ
حولَ محيط الكرة الأرضيَّهْ..
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي..
هذه هي الكلماتُ الأربعْ..
التي سألفُّها بشريطٍ من القَصَبْ
وأرسلها إليكِ ليلةَ رأس السنَهْ.
كلُّ البطاقات التي يبيعونها في المكتباتْ
لا تقولُ ما أريده..
وكلُّ الرسوم التي عليها..
من شموعٍ.. وأجراسٍ.. وأشجارٍ.. وكُراتِ
ثلجْ..
وأطفالٍ.. وملائكهْ..
لا تناسِبُني..
إنني لا أرتاح للبطاقات الجاهزه..
ولا للقصائد الجاهزه..
ولا للتمنيَّات التي برسم التصديرْ
فهي كلُّها مطبوعة في باريس، أو لندن،
أو أمستردام..
ومكتوبةٌ بالفرنسية، أو الانكليزية..
لتصلحَ لكلِّ المناسباتْ
وأنتِ لستِ امرأةَ المناسباتْ..
بل أنتِ المرأةُ التي أُحبّها..
أنتِ هذا الوجعُ اليوميُّ..
الذي لا يُقالُ ببطاقات المُعايَدَهْ..
ولا يُقالُ بالحُروفِ اللاتينيَّهْ...
ولا يُقالُ بالمُراسلهْ..
وإنما يُقالُ عندما تدقّ الساعةُ منتصفَ الليلْ..
وتدخلين كالسمكة إلى مياهي الدافئه..
وتستحمّين هناكْ..
ويسافرُ فمي في غاباتِ شَعْركِ الغَجَريّْ
ويَستوطنُ هناكْ..
لأننّي أحبّكِ..
تدخُلُ السنةُ الجديدةُ علينا..
دخولَ الملوكْ..
ولأنني أحبكِ..
أحملُ تصريحاً خاصاً من الله..
بالتجوُّل بين ملايين النجومْ..
لن نشتري هذا العيد شَجَرَهْ
ستكونينَ أنتِ الشَجَرَهْ
وسأُعلِّقُ عليكِ..
أمنياتي.. وصَلَواتي..
وقناديل دموعي..
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي..
أمنيةٌ أخافُ أن أتمناها
حتى لا أُتَّهَمَ بالطمع أو بالغرورْ
فكرةٌ أخافُ أن أُفكِّر بها..
حتى لا يسرقها الناسُ منّي..
ويزعموا أنهمْ أولُ من اخترعَ الشِعْرْ..
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي..
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبكِ..
أنا أعرف أنني أتمنى أكثرَ مما ينبغي..
وأحلمُ أكثرَ من الحدِّ المسموح به..
ولكن..
من له الحقُّ أن يحاسبني على أحلامي؟
من يحاسب الفقراءْ؟..
إذا حلموا أنهم جلسوا على العرشْ
لِمُدّةِ خمسِ دقائقْ؟
من يحاسب الصحراء إذا توحَّمتْ على جدول ماءْ؟
هناكَ ثلاثُ حالاتٍ يصبحُ فيها الحُلُمُ شرعياً:
حالةُ الجنونْ..
وحالةُ الشعرْ..
وحالةُ التعرفِ على امرأة مدهشةٍ مثلكِ..
وأنا أعاني – لحسن الحظّ-
من الحالات الثلاثْ..
اتركي عشيرتكِ..
واتبعيني إلى مغائري الداخليَّه
اتركي قُبّعَةَ الورقْ..
وموسيقى الجيركْ..
والملابسَ التنكريَّهْ..
واجلسي معي تحت شَجَر البرقْ..
وعباءةِ الشِعْر الزرقاءْ..
سأغطّيكِ بمعطفي من مَطَر بيروتْ
وسأسقيكِ نبيذاً أحمر..
من أقبية الرهبانْ..
وسأصنعُ لكِ طبقاً إسبانياً..
من قواقع البحرْ..
إتبعيني – يا سيدتي- إلى شوارع الحلم الخلفيَّهْ..
فلسوفَ أُطلعكِ على قصائدَ لم أقرأها لأحَدْ..
وأفتحُ لكِ حقائبَ دموعي..
التي لم أفتحها لأحَدْ..
ولسوف أُحبَّكِ..
كما لا أَحبّكِ أحدْ..
عندما تدقُّ الساعةُ الثانيةَ عشرهْ
وتفقد الكرةُ الأرضيةُ توازنها
ويبدأ الراقصون يفكِّرون بأقدامهمْ..
سأنسحبُ إلى داخل نفسي..
وأسحبكِ معي..
فأنتِ امرأةٌ لا ترتبط بالفَرَح العامْ
ولا بالزمنِ العامْ..
ولا بهذا السيرك الكبير الذي يمرُّ أمامنا..
ولا بتلك الطبول الوثنية التي تقرع حولنا..
ولا بأقنعة الورق التي لا يبقى منها في آخر الليل
سوى رجالٍ من ورق..
ونساءٍ من ورقْ..
آهِ.. يا سيدتي
لو كان الأمر بيدي..
إذنْ لصنعتُ سنةً لكِ وحدَكِ
تُفصّلين أيّامها كما تريدينْ..
وتسندينَ ظهركِ على أسابيعها كما تريدينْ
وتتشمَّسينْ..
وتستحمينْ..
وتركضينَ على رمال شهورها..
كما تريدينْ..
آهِ.. يا سيدتي..
لو كان الأمرُ بيدي..
لأقمتُ عاصمةً لكِ في ضاحية الوقتْ
لا تأخذ بنظام الساعات الشمسيّة والرمليَّهْ
ولا يبدأ فيها الزمنُ الحقيقيّْ
إلاّ..
عندما تأخذُ يدُكِ الصغيرةُ قيلولتها..
داخلَ يدي..
كلَّ عامٍ وعيناكِ أيقونتانِ بيزنطيّتانْ..
يتدحرجانِ على الثلجْ..
كلَّ عامٍ.. وأنا متورّطٌ بكِ..
ومُلاحقٌ بتهمةِ حبّكِ..
كما السماءُ مُتَّهمةٌ بالزُرْقَهْ
والعصافيرُ مُتَّهمةٌ بالسفرْ
والشَفَةُ متَّهَمةٌ بالإستدارهْ...
كلَّ عامٍ وأنا مضروبٌ بزلازلكْ..
ومبللٌ بأمطاركْ..
ومحفورٌ – كالإناء الصينيّ – بتضاريس جسمكْْ
كلَّ عامٍ وأنتِ.. لا أدري ماذا أُسمّيكِ..
إختاري أنتِ أسماءكِ..
كما تختارُ النقطةُ مكانها على السطرْ
وكما يختارُ المشطُ مكانه في طيَّات الشَّعرْ..
وإلى أن تختاري إسمك الجديدْ
إسمحي لي أن أناديكِ:
"يا حبيبتي"...
أيظن
أيظن أني لعبة بيديه؟
أنا لا أفكر في الرجوع إليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي : إني رفيقة دربه
وبأنني الحي الوحيد لديه
حمل الزهور إليّ .. كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه
ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديه
خبأت رأسي عنده .. وكأنني
طفل أعادوه إلى أبويه
حتى فساتيني التي أهملتها
فرحت به .. رقصت على قدميه
سامحته .. وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصور بين يديه ..
ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه؟
كم قلت إني غير عائدة له
ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..
بلقيس
شكراً لكم
شكراً لكم
فحبيبتي قتلت وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت…
وهل من أمة في الأرض
- إلا نحن - تغتال القصيدة ؟
بلقيس …
كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس
كانت أطول النخلات في أرض العراق
كانت إذا تمشي ..
ترافقها طواويس
وتتبعها أيائل
بلقيس يا وجعي
ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
هل يا ترى
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
يا نينوى الخضراء
يا غجريتي الشقراء
يا أمواج دجلة
تلبس في الربيع بساقها
أحلى الخلاخل
قتلوك يا بلقيس
أية أمة عربية
تلك التي
تغتال أصوات البلابل ؟
أين السموأل ؟
والمهلهل ؟
والغطاريف الأوائل ؟
فقبائل أكلت قبائل
وثعالب قتلت ثعالب
وعناكب قتلت عناكب
قسماً بعينيك اللتين إليهما
تأوي ملايين الكواكب
سأقول ، يا قمري ، عن العرب العجائب
فهل البطولة كذبة عربية ؟
أم مثلنا التاريخ كاذب ؟
بلقيس
لا تتغيبي عني
فإن الشمس بعدك
لا تضيئ على السواحل
سأقول في التحقيق :
إن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل
سأقول في التحقيق :
إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول
وأقول :
إن حكاية الإشعاع ، أسخف نكتة قيلت
فنحن قبيلة بين القبائل
هذا هو التاريخ يا بلقيس
كيف يفرق الإنسان
ما بين الحدائق والمزابل
بلقيس
أيتها الشهيدة والقصيدة
والمعطرة النقية
سبأ تفتش عن مليكتها
فردي للجماهير التحية
يا أعظم الملكات
يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور السومرية
بلقيس
يا عصفورتي الأحلى
ويا أيقونتي الأغلى
ويا دمعاً تناثر فوق خد المجدلية
أترى ظلمتك إذ نقلتك
ذات يوم من ضفاف الأعظمية
بيروت تقتل كل يوم واحد منا
وتبحث كل يوم عن ضحية
والموت في فنجان قهوتنا
وفي مفتاح شقتنا
وفي أزهار شرفتنا
وفي أوراق الجرائد
والحروف الأبجدية …
هانحن يا بلقيس
ندخل مرة أخرى لعصر الجاهلية
هانحن ندخل في التوحش
والتخلف والبشاعة والوضاعة
ندخل مرة أخرى عصور البربرية
حيث الكتابة رحلة
بين الشظية والشظية
حيث اغتيال فراشة في حقلها
صار القضية
هل تعرفون حبيبتي بلقيس ؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعاً
بين القطيفة والرخام
كان البنفسج بين أعينها
ينام ولا ينام
بلقيس
يا عطراً بذاكرتي
ويا قبراً يسافر في الغمام
قتلوك ، في بيروت ، مثل أي غزالة
من بعدما قتلوا الكلام
بلقيس
ليست هذه مرثية
لكن
على العرب السلام
بلقيس
مشتاقون مشتاقون مشتاقون
والبيت الصغير
يسأل عن أميرته المعطرة الذيول
نصغي إلى الأخبار والأخبار غامضة
ولا تروي فضول
بلقيس
مذبوحون حتى العظم
والأولاد لا يدرون ما يجري
ولا أدري أنا ماذا أقول ؟
هل تقرعين الباب بعد دقائق ؟
هل تخلعين المعطف الشتوي ؟
هل تأتين باسمة
وناضرة
ومشرقة كأزهار الحقول ؟
بلقيس
إن زروعك الخضراء
مازالت على الحيطان باكية
ووجهك لم يزل متنقلاً
بين المرايا والستائر
حتى سجارتك التي أشعلتها
لم تنطفئ
ودخانها
مازال يرفض أن يسافر
بلقيس
مطعونون مطعونون في الأعماق
والأحداق يسكنها الذهول
بلقيس
كيف أخذت أيامي وأحلامي
وألغيت الحدائق والفصول
يا زوجتي
وحبيبتي وقصيدتي وضياء عيني
قد كنت عصفوري الجميل
فكيف هربت يا بلقيس مني ؟
بلقيس
هذا موعد الشاي العراقي المعطر
والمعتق كالسلافة
فمن الذي سيوزع الأقداح أيتها الزرافة ؟
زمن الذي نقل الفرات لبيتنا
وورود دجلة والرصافة ؟
بلقيس
إن الحزن يثقبني
وبيروت التي قتلتك لا تدري جريمتها
وبيروت التي عشقتك
تجهل أنها قتلت عشيقتها
وأطفأت القمر
بلقيس
يا بلقيس
يا بلقيس
كل غمامة تبكي عليك
فمن ترى يبكي عليا
بلقيس كيف رحلت صامتة
ولم تضعي يديك على يديا ؟
بلقيس
كيف تركتنا في الريح
نرجف مثل أوراق الشجر ؟
وتركتنا - نحن الثلاثة- ضائعين
كريشة تحت المطر
أتراك ما فكرت بي ؟
وأنا الذي يحتاج حبك مثل (زينب)أو (عمر)
بلقيس
يا كنزاً خرافياً
ويا رمحاً عراقياً
وغابة خيزران
يا من تحديت النجوم ترفعاً
من أين جئت بكل هذا العنفوان ؟
بلقيس
تذبحني التفاصيل الصغيرة في علا قتنا
وتجلدني الدقائق والثواني
فلكل دبوس صغير .. قصة
ولكل عقد من عقودك قصتان
حتى ملاقط شعرك الذهبي
تغمرني كعادتها ، بأمطار المنان
ويعرش الصوت العراقي الجميل
على الستائر
والمقاعد
والأواني
ومن المرايا تطلعين
من الخواتم تطلعين
من القصيدة تطلعين
من الشموع
من الكؤوس
من النبيذ الأرجواني
بلقيس
يا بلقيس
لو تدرين ما وجع المكان
في كل ركن .. أنت حائمة كعصفور
وعابقة كغابة بيلسان
فهناك .. كنت تدخنين
هناك .. كنت تطالعين
هناك .. كنت كنخلة تتمشطين
وتدخلين على الضيوف
كأنك السيف اليماني
بلقيس
أين زجاجة ( الغيلان ) ؟.
والولاعة الزرقاء
أين سجارة الـ (الكنت ) التي
ما فارقت شفتيك ؟
أين (الهاشمي ) مغنياً
فوق القوام المهرجان
تتذكر الأمشاط ماضيها
فيكرج دمعها
هل يا ترى الأمشاط من أشواقها أيضاً تعاني ؟
بلقيس : صعب أن أهاجر من دمي
وأنا المحاصر بين ألسنة اللهيب
وبين ألسنه الدخان …
بلقيس : أيتها الأميرة
هاأنت تحترقين .. في حرب العشيرة والعشيرة
ماذا سأكتب عن رحيل مليكتي ؟
إن الكلام فضيحتي
هانحن نبحث بين أكوام الضحايا
عن نجمة سقطت
وعن جسد تناثر كالمرايا
هانحن نسأل يا حبيبة
إن كان هذا القبر قبرك أنت
أم قبر العروبة
بلقيس :
يا صفصافة أرحت ضفائرها عليّ
ويا زرافة كبرياء
بلقيس :
إن قضاءنا العربي أن يغتالنا عرب
ويأكل لحمنا عرب
ويفتح قبرنا عرب
فكيف نفر من هذا القضاء ؟
فالخنجر العربي .. ليس يقيم فرقاً
بين أعناق الرجال
وبين أعناق النساء
بلقيس :
إن هم فجروك .. فعندنا
كل الجنائز تبتدي في كربلاء
وتنتهي في كربلاء
لن أقراء التاريخ بعد اليوم
إن أصابعي اشتعلت
وأثوابي تغطيها الدماء
هانحن ندخل عصرنا الحجري
نرجع كل يوم ، ألف عام للوراء …
البحر في بيروت
بعد رحيل عينيك استقال
والشعر .. يسأل عن قصيدته
التي لم تكتمل كلماتها
ولا أحد .. يجيب على السؤال
الحزن يا بلقيس
يعصر مهجتي كالبرتقال
الآن .. أعرف مأزق الكلمات
أعرف ورطة اللغة المحالة
وأنا الذي اخترع الرسائل
لست أدري .. كيف أبتدئ الرسالة
السيف يدخل لحم خاصرتي
وخاصرة العبارة
كل الحضارة ، أنت يا بلقيس ، والأنثى حضارة
بلقيس : أنت بشارتي الكبرى
فمن سرق البشارة ؟
أنت الكتابة قبلما كانت كتابة
أنت الجزيرة والمنارة
بلقيس :
يا قمري الذي طمروه ما بين الحجارة
الآن ترتفع الستارة
الآن ترتفع الستارة
سأقول في التحقيق
إني أعرف الأسماء .. والأشياء .. والسجناء
والشهداء .. والفقراء .. والمستضعفين
وأقول إني أرف السياف قاتل زوجتي
ووجوه كل المخبرين
وأقول : إن عفافنا عهر
وتقوانا قذارة
وأقول : إن نضالنا كذب
وأن لا فرق
ما بين السياسة والدعارة !!
سأقول في التحقيق :
إني قد عرفت القاتلين
وأقول :
إن زماننا العربي مختص بذبح الياسمين
وبقتل كل الأنبياء
وقتل كل المرسلين
حتى العيون الخضر
يأكلها العرب
حتى الضفائر والخواتم
والأساور والمرايا .. واللعب
حتى النجوم تخاف من وطني
ولا أدري السبب
حتى الطيور تفر من وطني
و لا أدري السبب
حتى الكواكب .. والمراكب .. والسحب
حتى الدفاتر .. والكتب
وجميع أشياء الجمال
جميعها .. ضد العرب
لما تناثر جسمك الضوئي
يا بلقيس ،
لؤلؤة كريمة
فكرت : هل قتل النساء هواية عربية
أم أننا في الأصل ، محترفو جريمة ؟
بلقيس
يا فرسي الجميلة .. إنني
من كل تاريخي خجول
هذي بلاد يقتلون بها الخيول
هذي بلاد يقتلون بها الخيول
من يوم أن نحروك
يا بلقيس
يا أحلى وطن
لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن
لا يعرف الإنسان كيف يموت في هذا الوطن
مازلت أدفع من دمي
أعلى جزاء
كي أسعد الدنيا ولكن السماء
شاءت بأن أبقى وحيداً
مثل أوراق الشتاء
هل يولد الشعراء من رحم الشقاء ؟
وهل القصيدة طعنة
في القلب ليس لها شفاء ؟
أم أنني وحدي الذي
عيناه تختصران تاريخ البكاء ؟
سأقول في التحقيق :
كيف غزالتي ماتت بسيف أبي لهب
كل للصوص من الخليج إلى المحيط
يدمرون .. ويحرقون ..
وينهبون .. ويرتشون
ويعتدون على النساء
كما يريد أبو لهب
كل الكلاب موظفون
ويأكلون
ويسكرون
على حساب أبي لهب
لا قمحة في الأرض
تنبت دون رأي أبي لهب
لا طفل يولد عندنا
إلا وزارت أمه يوماً
فراش أبي لهب !!
لا سجن يفتح
دون رأي أبي لهب
لا رأس يقطع
دون أمر أبي لهب
سأقول في التحقيق :
كيف أميرتي اغتصبت
وكيف تقاسموا فيروز عينيها
وخاتم عرسها
وأقول كيف تقاسموا الشعر الذي
يجري كأنهار الذهب
سأقول في التحقيق :
كيف سطوا على آيات مصحفها الشريف
وأضرموا فيه اللهب
سأقول كيف استنزفوا دمها
وكيف استملكوا فمها
فما تركوا به ورداً ولا تركوا عنب
هل موت بلقيس
هو النصر الوحيد
بكل تاريخ العرب ؟
بلقيس
يا معشوقتي حتى الثمالة
الأنبياء الكاذبون
يقرفصون
ويكذبون على الشعوب
ولا رسالة
لو أنهم حملوا إلينا
من فلسطين الحزينة
نجمة
أو برتقالة
لو أنهم حملوا إلينا
من شواطئ غزة
حجراً صغيراً
أو محارة
لو أنهم من ربع قرن حرروا
زيتونه
أو أرجعوا ليمونة
ومحوا عن التاريخ عاره
لشكرت من قتلوك يا بلقيس
يا معبودتي حتى الثمالة
لكنهم تركوا فلسطيناً
ليغتالوا غزالة !!
ماذا يقول الشعر يا بلقيس
في هذا الزمان ؟
ماذا يقول الشعر ؟
في العصر الشعوبي
المجوسي
الجبان
والعالم العربي
مسحوق ومقموع
ومقطوع اللسان
نحن الجريمة في تفوقها
فما ( العقد الفريد ) وما ( الأغاني ) ؟؟
أخذوك أيتها الحبيبة من يدي
أخذوا القصيدة من فمي
أخذوا الكتابة والقراءة
والطفولة والأماني
بلقيس يا بلقيس
يا دمعاً ينقط فوق أهداب الكمان
علمت مت قتلوك أسرار الهوى
لكنهم قبل انتهاء الشوط
قد قتلوا حصاني
بلقيس :
أسألك السماح ، فربما
كانت حياتك فدية لحياتي
إني لأعرف جيداً
أن الذين تورطوا في القتل ، كان مرادهم
أن يقتلوا كلماتي !!!
نامي بحفظ الله أيتها الجميلة
فالشعر بعدك مستحيل
والأنوثة مستحيلة
ستظل أجيال من الأطفال
تسأل عن ضفائرك الطويلة
وتظل أجيال من العشاق
تقرأ عنك أيتها المعلمة الأصيلة
وسيعرف الأعراب يوماً
أنهم قتلوا الرسولة
قتلوا الرسولة
ق ت ل و ا
ال ر س و ل ه
أيظن
أيظن أني لعبة بيديه؟
أنا لا أفكر في الرجوع إليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي : إني رفيقة دربه
وبأنني الحي الوحيد لديه
حمل الزهور إليّ .. كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه
ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديه
خبأت رأسي عنده .. وكأنني
طفل أعادوه إلى أبويه
حتى فساتيني التي أهملتها
فرحت به .. رقصت على قدميه
سامحته .. وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصور بين يديه ..
ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه؟
كم قلت إني غير عائدة له
ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه
[center]اشهد ان لا امراة
اتقنت اللعبة الا انت
واحتملت حماقتى
عشرة اعوام كما احتملت
واصطبرت على جنونى مثلما صبرت
وقلمت اظافرى
ورتبت دفاترى
وادخلتنى روضة الاطفال الا انت
اشهد ان لا امراة
تشبهنى كصورة زيتية
فى الفكر والسلوك الا انت
والعقل والجنون الا انت
والملل السريع
والتعلق السريع
الا انت
اشهد ان لا امراة
قد اخذت من اهتمامى
نصف ما اخذت
واستعمرتنى مثلما فعلت
وحررتنى مثلما فعلت
اشهد ان لا امراة
تعاملت معى كطفل عمره شهران
الا انت
وقدمت لى لبن العصفور
والازهار والالعاب
الا انت
اشهد ان لا امراة
كانت معى كريمة كالبحر
راقية كالشعر
ودللتنى مثلما فعلت
وافسدتنى مثلما فعلت
[b]امراءة حمقاء
ياسيدي العزيز
هذا خطاب امراة حمقاء
هل كتبت اليك قبلي امراة حمقاء؟
اسمي انا ؟ دعنا من الاسماء
رانيه ام زينب
ام هند ام هيفاء
اسخف ما نحمله ـ ياسيدي ـ الاسماء
يا سيدي
اخاف ان اقول مالدي من اشياء
اخاف ـ لو فعلت ـ ان تحترق السماء
فشرقكم يا سيدي العزيز
يصادر الرسائل الزرقاء
يصادر الاحلام من خزائن النساء
يستعمل السكين
والساطور
كي يخاطب النساء
ويذبح الربيع والاشواق
والضفائر السوداء
وشرقكم ياسيدي العزيز
يصنع تاج الشرف الرفيع
من جماجم النساء
لا تنتقدني سيدي
ان كان خطى سيئاً
فانني اكتب والسياف خلف بابي
وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب
ياسيدي
عنترة العبسي خلف بابي
يذبحني
اذا رأى خطابي
يقطع راسي
لو رأى الشفاف من ثيابي
يقطع راسي
لو انا عبرت عن عذابي
فشرقكم ياسيدي العزيز
يحاصر المراة بالحراب
يبايع الرجال انبياء
ويطمر النساء في التراب
لا تنزعج !
ياسيدي العزيز ... من سطوري
لا تنزعج !
اذا كسرت القمقم المسدود من عصور
اذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري
اذا انا هربت
من اقبية الحريم في القصور
اذا تمردت , على موتي ...
على قبري
على جذوري
والمسلخ الكبير
لا تنزعج يا سيدي !
اذا انا كشفت عن شعوري
فالرجل الشرقي
لا يهتم بالشعر و لا الشعور ...
الرجل الشرقي
لا يفهم المراة الا داخل السرير ...
معذرة .. معذرة ياسيدي
اذا تطاولت على مملكة الرجال
الادب الكبير ـ طبعاً ـ ادب الرجال والحب كان دائماً
من حصه الرجال
والجنس كان دائما ً
مخدراً يباع للرجال
خرافة حرية النساء في بلادنا
فليس من حرية
اخرى ، سوى حرية الرجال
ياسيدي
قل ما تريده عني ، فلن ابالي سطحية . غبية . مجنونة . بلهاء فلم اعد ابالي
لان من تكتب عن همومها ..
في منطق الرجال امراة حمقاء
الم اقل في اول الخطاب اني
امراة حمقاء ؟
زيديني عِشقاً.. زيديني
يا أحلى نوباتِ جُنوني
يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتي
يا غَلغَلةَ السِّكِّينِ..
زيديني غرقاً يا سيِّدتي
إن البحرَ يناديني
زيديني موتاً..
علَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني..
جِسمُكِ خارطتي.. ما عادت
خارطةُ العالمِ تعنيني..
أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّ
وجُرحي نقشٌ فرعوني
وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍ
من بيروتَ.. إلى الصِّينِ
وجعي قافلةٌ.. أرسلها
خلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ
في القرنِ السَّابعِ للميلاد
وضاعت في فم تَنّين
عصفورةَ قلبي، نيساني
يا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ
يا طعمَ الثلج، وطعمَ النار..
ونكهةَ شكي، ويقيني
أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآويني
أشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُميني
أشعرُ بالبردِ.. فغطيني
إحكي لي قصصاً للأطفال
وظلّي قربي..
غنِّيني..
فأنا من بدءِ التكوينِ
أبحثُ عن وطنٍ لجبيني..
عن حُبِّ امرأة..
يكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني
عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذني
لحدودِ الشمسِ..
نوَّارةَ عُمري، مَروحتي
قنديلي، بوحَ بساتيني
مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ..
وضعيني مشطاً عاجياً
في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني
أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ
بقيت في دفترِ تشرينِ
زيديني عشقاً زيديني
يا أحلى نوباتِ جنوني
من أجلكِ أعتقتُ نسائي
وتركتُ التاريخَ ورائي
وشطبتُ شهادةَ ميلادي
وقطعتُ جميعَ شراييني..
[/b]
اشهد ان لا امراة
قد جعلت طفولتى
تمتد للخمسين الا انت
اشهد ان لا امراة
تقدر ان تقول انها النساء الا انت
وان فى سرتها
مركز هذا الكون
اشهد ان لا امراة
تتبعها الاشجار عندما تسير
الا انت
ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجى
الا انت
وتاكل الخراف من حشيش ابطها الصيفى الا انت
اشهد ان لا امراة
اختصرت بكلمتين قصة الانوثة
وحرضت رجولتى على
الا انت
قد غيرت شرائع العالم الا انت
وغيرت
خريطة الحلال والحرام
الا انت
اشهد ان لا امراة
تجتاحنى فى لحظات العشق كالزلزال
تحرقنى تغرقنى
تشعلنى تطفئنى
تكسرنى نصفين كالهلال
اشهد ان لا امراة
تحتل نفسى اطول احتلال
واسعد احتلال
تزرعنى
وردا دمشقيا
ونعناعا
وبرتقال
يا امراة
اترك تحت شعرها اسئلتى
ولم تجب يوما على السوال
يا امراة هى اللغات كلها
لكنها
تلمس بالذهن ولا تقال
ايتها البحرية العينين
والشمعية اليدين
والرائعة الحضور
ايتها
البيضاء كالفضة
والملساء كالبلور
اشهد ان لا امراة
على محيط خصرها تجتمع العصور
والف الف كوكب يدور
اشهد ان لا امراة غيرك يا حبيبتى
على ذراعيها تربى اول الذكور
واخر الذكور
ايتها اللماحة الشفافة
العادلة الجميلة
ايتها الشهية البهية
الدائمة الطفولة
اشهد ان لا امراة
تحررت من حكم اهل الكهف الا انت
وكسرت اصنامهم
وبددت احلامهم
واسقطت سلطة اهل الكهف الا انت
اشهد ان لا امراة
استقبلت بصدرها خناجر القبيلة
واعتبرت حبى لها
خلاصة الفضيلة
اشهد ان لا امراة
جاءت تماما مثلما انتظرت
وجاء طول شعرها اطول مما شئت او حلمت
اشهد ان لا امراة
تخرج من سحب الدخان ان دخنت
تطير كالحمامة البيضاء فى فكرى اذا فكرت
يا امراة كتبت عنها كتبا بحالها
لكنها برغم شعرى كله
قد بقيت اجمل من جميع ما كتبت
اشهد ان لا امراة
اخرجتنى من غبار العالم الثالث
الا انت
اشهد ان لا امراة
قبلك حلت عقدى
وثقفت لى جسدى
وحاورته مثلما تحاور القيثارة
اشهد ان لا امراة
الا انت
الا انت
الا انت
[b]لا تحِبّيني
هذا الهوى..
ما عادَ يُغريني!
فَلْتستريحي.. ولْترُيحيني..
إنْ كان حبّكِ.. في تقلّبهِ
ما قد رأيتُ..
فلا تُحبّيني..
حُبّي..
هو الدنيا بأجمعها
أما هواكِ. فليس يعنيني..
أحزانيَ الصغْرى.. تعانقني.
وتزورني..
إنْ لم تزوريني.
ما همّني..
ما تشعرينَ به..
إن إفتكاري فيكِ يكفيني..
فالحبّ.
وهمٌ في خواطرنا
كالعطر، في بال البساتينِ..
عيناكِ.
من حُزْني خلقتُهُما
ما أنتِ؟
ما عيناكِ؟ من دُوني
فمُكِ الصغيرُ..
أدرتُهُ بيدي..
وزرعتُهُ أزهارَ ليمونِ..
حتى جمالُكِ.
ليس يُذْهلني
إن غابَ من حينٍ إلى حينِ..
فالشوقُ يفتحُ ألفَ نافذةٍ
خضراءَ..
عن عينيكِ تُغنْيني
لا فرقَ عندي. يا معذّبتي
أحببتِني.
أم لم تُحبّيني..
أنتِ استريحي.. من هوايَ أنا..
لكنْ سألتُكِ..
لا تُريحيني..