التخطيط المدرسى School planning

التخطيط المدرسى

مقدمة

أصبح التخطيط سمة من سمات القيادة المدرسية الحديثة فى الوقت الحالى، حيث تسعى فى تخطيطها للتطوير فأصبح لا غنى عنه لرفع مستوى الطلاب تعليميا والهيكل الادارى للمدرسة مع زيادة فاعلية ومشاركة المجتمع لتحسين العملية التعليمية بالمدرسة. أى أن المدرسة مهما توافرت لديها الإمكانيات المادية والبشرية لا يتحقق تطورها إلا إذا تمكنت من التخطيط الجيد لهذه الإمكانيات. ويشترك فى التخطيط العديد من المهنيين والمتخصصين ومنهم الأخصائى الإجتماعى. ولكى يشارك الأخصائى الاجتماعى بفاعلية فى عملية التخطيط المدرسى لابد أن يكون ملما إلماماً جيدا بالعملية التخطيطية وأساليبها.
تعريف التخطيط:

هناك تعريفات متعددة للتخطيط ولكنها تتفق فى جوهرها كالتالى:
• هو عملية تحديد واقع المؤسسة، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، والوسائل التي ستستخدمها لتحقيق تلك الأهداف ”أين كنا، وأين نحن الآن، وأين نريد أن نصل“ ، وتحديد ”الاحتياجات" والعمل على وضع أفضل الطرق "للاستجابة" لتلك الاحتياجات، كل ذلك ضمن إطار عمل يوفّر الأولويات والآليات.
• هو وسيلة علمية منظمة ومستمرة يتم بموجبها حصر الموارد المتاحة وتقدير احتياجات المجتمع فى ضوء هذه الموارد ثم تحديد طريقة استغلالها
• هو عملية وضع الأهداف و تحديد الخطوات و الإجراءات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف و تتضمن هذه العملية ممارسة عملية جمع البيانات و المعلومات و تحليلها بغرض اتخاذ القرارات (الاختيار بين البدائل).
التخطيط المدرسى:

التخطيط للعمل المدرسى ضرورة لنجاح العمل ووسيلة لتحقيق أهداف المدرسة. ويقصد بالتخطيط المدرسى وضع السياسية العامة للمدرسة ووضع برنامج شامل للعمل وتوزيعه على فترات تتناسب مع إمكانات المدرسة. والتخطيط المدرسى يعنى بالإجابة على ثلاثة أسئلة أساسية:
1) ما واقع المدرسة: التلاميذ والمعلمون، الإمكانيات المادية من مبنى وتجهيزات؟
2) ما الذى يراد تحقيقه؟ الأهداف التى تسعى المدرسة الى تحقيقها؟
3) كيف يمكن تحقيق ذلك فى ضوء الواقع؟ رسم الطرق التى تؤدى الى تحقيق هذه الأهداف فى ضوء الواقع داخل المدرسة وفى البيئة والمجتمع.
يرتبط التخطيط :

1
- بتحقيق أهداف لامرجوة من التعليم، فلكل نظام تعليمي أهدافه الموضوعة في قوانينه ولوائحه، ولكن نص الأهداف التعليمية شيء وتحقيق النظام التعليمي لها شيء آخر. والتخطيط التربوي ينقل مثل هذه الأهداف من حالتها النظرية إلى واقع عملي ملموس ومخرجات تعليمية فاعلة.

2- باختيار الوسائل الأنجح والأكفأ للوصول إلى تحقيق الأهداف، فإن كان المعلم والمبنى المدرسي والخدمات التعليمية والإدارة المدرسية كلها وسائل، فإن تحقيق الأهداف يرتبط بمدى كفاءة هذه العناصر؛ فكلما كانت هذه المدخلات جيدة كانت حصيلتها مخرجات جيدة والعكس صحيح.

3- بحساب التقديرات المالية اللازمة للوصول إلى الأهداف التي سبق تحديدها، وتعتبر هذه التقديرات هي نقطة البدء في صنع الوسيلة وضمان وجودها. وهنا نذكر أن جودة الوسائل لا تقاس بنتائجها فحسب، وإنما بهذا الناتج قياسا إلي كلفتها، فالوسيلة الأكفأ والأكثر فاعليه هي التي إذا قورنت بغيرها كان ناتجها أكبر مع نفس الكلفة أو كانت كلفتها أقل مع نفس الناتج.

4- بعنصر الوقت، فالوقت ينظر إليه كمورد من الموارد المتاحة التي ينبغي استثمارها، فالتخطيط هو الاستخدام الأمثل للوقت.

5- بعملية التنفيذ والمتابعة، فإن إعداد مجموعة من القرارات بشأن التعليم لا يستقيم دون تنفيذ ومتابعة هذه القرارات في الواقع وما يترتب على هذا من كشف لمزيد من الحقائق والأخطاء التي تكون بمثابة تغذية مرتدة للخطة فيتم إعادة النظر فيها أو تعديلها.
أهمية التخطيط
:
- التخطيط يساعد علي تحقيق أهداف التعليم بكفاءة عالية: المدرسة مؤسسة اجتماعية ذات أهداف ورسالة محددة, ومما لا شك فيه أن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها دفعة واحدة وفي عام واحد, ولذلك فإن انتهاج القيادة المدرسية لأسلوب التخطيط وتطبيق مبادئه سيساعدها على تحقيق هذه الأهداف بصورة مستمرة, كما أن التخطيط المدرسي بما يتضمن من أساليب متابعة وتقويم سيكشف عن الأهداف والغايات التي تم تحقيقها بكفاءة عالية وتلك التي لم يتم تحقيقها.

- التخطيط يوفر الوقت: فالوقت عنصر حرج في أي عمل, حيث أن وضع الخطة وتنفيذ الأنشطة يتطلب وقتاً, ورغم أن هناك من يرون أن التخطيط يتطلب وقتاً كبيراً في الأمور المتصلة بدراسة الوضع الراهن وما تحتاجه من بيانات, ثم تبويب وتحليل للبيانات, ثم وضع الخطط, إلا أن ما قد يستغرق في عملية التخطيط يعوض بما يحققه العمل المبني على التخطيط من نجاحات إذا ما قورن بالتنفيذ المبني على العشوائية.

- التخطيط يساعد على استغلال الموارد المادية والبشرية الاستغلال الأمثل: فالمدرسة تضم قوى عاملة متنوعة, إذ تتعدد مؤهلات المعلمين وتتعدد كفا آتهم, كما أن لهذه المدرسة مخصصات مالية سنوية ومبنى مدرسي وتجهيزات, ويختلف ذلك كله من مدرسة إلى مدرسة أخرى. ولذلك فإن التخطيط للعمل في هذه المدرسة يساعد على استغلال هذه الإمكانيات أفضل استغلال, بالحد من الفقد, وتنمية الموارد, ورفع كفاءتها. إن التخطيط يساعد على استغلال الموارد المادية والبشرية الاستغلال الأمثل, وذلك أن التخطيط يتفادى الإسراف الناجم عن الارتجال وما يصاحبه من محاولات وأخطاء والحد من النفقات, وتنمية الموارد ورفع كفايتها. وهو يساعد على الاستخدام الأمثل للموارد المتنوعة المادية والبشرية والتكنولوجية.


مبادئ التخطيط:

1-
التنسيق: التنسيق يعمل على تكامل الأعمال وتحقيق الأهداف دون فاقد فى الجهد الإنسانى أو الموارد ويتم التنسيق بتحديد المسئوليات وبالتنسيق يتم تبادل الخبرات والمعلومات وتلتقى الجهود التى تحقق الأهداف مما يضمن عدم التكرار أو التضارب أو الأزدواج فى رسم وتنفيذ الخطة كل على حدة فى المجتمع المدرسى.

2- الواقعية: يقصد بذلك أن يأخذ التخطيط الوضع القائم فى الاعتبار من حيث طبيعة الاحتياجات والإمكانات الفعلية ويراعى ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده. والواقعية ذات أبعاد متعددة: هناك البعد الثقافى الذى يتضمن ثقافة المجتمع عامة والبيئة التى توجد بها المدرسة، عادات وتقاليد أفرادها وقيمهم. والبعد الإقتصادى والإجتماعى ويقصد به المستوى التعليمى لأولياء الأمور ومستواهم الإقتصادى، كما يشمل هذا البعد أيضاً إمكانات المجتمع والبيئة لتوفير التمويل اللازم للمدرسة وأنشطتها.

3- المرونة: إذ يجب ألا يكون التخطيط جامداً بحيث يعجز عن مواجهة المتغيرات المختلفة وما قد يجد من عوامل وظروف قد تعرض الخطة للانهيار لذلك لابد أن يراعى ما يحتمل حدوثه من مشكلات وظروف، واضعاً فى الاعتبار كيفية مواجهتها ويجب أن يكون هناك بدائل مطروحة يؤخذ بأكثرها ملائمة للظروف عند تنفيذ الخطة.

4- الشمول: التخطيط بالمدرسة لابد أن يشمل جميع عناصر المؤسسة التعليمية من معلم ومتعلم وموارد مادية وبشرية وأنشطة إتصال المدرسة بالمجتمع، ولابد أن يشمل أيضاً التخطيط الجانب التعليمى والإقتصادى والبشرى والنواحى الإجتماعية ويشمل جميع مشكلات المدرسة.

5- المشاركة: يقصد بذلك ألا ينفرد فرد واحد أو إدارة واحدة بالتخطيط بل لابد من تضافر الجهود ومشاركة كافة الأطراف المعنية فى عملية التخطيط حتى يشعر الجميع بملكية الخطة مما يدعم تنفيذها.

6- التوقيت: التخطيط الناجح يوفر الوقت خاصة فى أثناء عملية تنفيذ الخطة، والتخطيط دون توقيت
محدد لا يمكن إعتباره تخطيطاً ناجحاً. فالخطة يجب جدولة تنفيذها زمنياً بشكل يتحدد فيه زمن بدء الأنشطة والأعمال وزمن الإنتهاء منها، مع مراعاة التنسيق بين هذه الأزمنة.

7- ترتيب الأولويات: لا تستطيع الخطة تناول كل الاحتياجات والتطلعات التى لدى المؤسسة وكذلك هناك حدود للإمكانيات المادية والبشرية التى يمكن أن تتوافر خلال زمن الخطة، لذلك لابد من أن تحدد وترتب الأولويات.

8- التقدمية: هى التقدم والنمو نحو تحقيق الأهداف، ويكون التقدم بأن نبدأ كل خطة جديدة من حيث تنتهى الخطة السابقة حيث تدعمها وتترابط فى تحقيق الأهداف بعيدة المدى ويكون التقدم بحيث لا تقف الخطة عند حد معين دون بلوغ الهدف أو تحقيق التقدم المنشود.

أنواع الخطط:

حظى التخطيط باهتمام متزايد كما سبق ذكره ؛ لذلك شاع وانتشر استخدامه مستخدما صورا وأنماطا وانواع تتوافق مع نظم المجتمعات وظروفها وكذا مع طبيعة المنظمات والمؤسسات وطبيعة الأنشطة المتباينة فيها.

أولا:من حيث الزمن:
1- الخطة قصيرة المدى: هى خطة موضوعه لمدة لا تزيد عن سنتين وفى معظم الحالات يكون عمر سنة واحدة وهى حلقة وصل بين الخطة المتوسطة والموازنة السنوية للدولة و يعتمد تحديد عمرها علي الهدف الموضوع لها و تعتبر فرصة طيبة للإعداد لخطة طويلة المدى.

2- الخطة متوسطة المدى: هى خطة تترواح بين ثلاثة سنوات وخمسة سنوات، وهى تتألف من عدة خطة قصيرة المدى الى جانب كونها جزءا من الخطة طويلة المدى واحيانا تتضمن الخطة المتوسطة خطةا قصيرة تمثل حلقات مترابطة فيه.

3- الخطة طويلة المدى: هى خطة تتراوح مدتها من 5 سنوات فأكثر وهى تحتاج الى الكثير من المعلومات والدراسات والتنبؤات نظرا للتغيرات المحتملة خلال المدة التى تغطيها الخطة طويلة المدى، فقد تحتاج هذه الخطة الى مزيد من المعلومات. ويكون فى هذا التخطيط (الخطة الخمسينية) مراحل تنفيذية لتحقيق أهداف التطوير.

ثانيا: من حيث المستوى:
التخطيط على مستوى المؤسسة: وهو الركيزة الأولى للتخطيط المنظمى والاقليمى والقومى.
مثلا فى مجال التعليم هو تحديد ما تحتاجه المنظمة من كوادر متعلمة خلال فترة زمنية معينة لتحقيق أهداف محددة.

التخطيط على مستوى القطاع: تخطيط القطاع يتمثل فى الاستخدام الأمثل للموارد النادرة بين منظمات القطاع كما يتيح سهولة الرقابة والاستفادة من الكفاءات النادرة.

التخطيط الإقليمي: وهو أن تقسم البلد الى أقاليم تتميز فيما بينها من حيث الموارد الطبيعبة واللغة والعادات وتكون لكل أقليم خطته الملائمة ولكن كلها فى حدود دولة واحدة.

التخطيط القومى: وهو المصب النهائى لكافة المستويات المختلفة من التخطيط وهو سمة التخطيط المركزى حيث تتولى الأجهزة فى الدولة مهمة التخطيط القومى ويقوم على أساس أن الدولة وحدة سياسية واقتصادية واجتماعية واحدة.

ثالثا: من حيث مدى التأثير:
الخطة الاستراتيجية: هى خريطة طريق تقود المدرسة من واقع هي عليه الآن لمستقبل مرغوب فيه.
يتم من خلاله وضع هذه الخطة لدراسة و تحليل الواقع الحالي للمؤسسة بدقة شديدة لمعرفة نقاط الضعف في كيان المؤسسة و كذلك نقاط القوة و الفرص المتاحة في الأفق و كذلك التهديدات المحتملة. في ضوء هذا يتم وضع أهداف تناسب القدرات الموجودة و الفرص المتاحة و يتم بعد ذلك وضع أنشطة لتحقيق هذه الأهداف و ما يميز هذا النوع من الخطة هو أنه طويل المدي أي يغطي فترة زمنية ما بين3 – 5 سنوات.

الخطة التكتيكية: وهى سلسلة منتظمة من الخطوات المصممة لتنفيذ الخطة الإستراتيجية وتتضمن الخطة التكتيكية عددا من الأهداف الفرعية التى تقود للأهداف الإستراتيجية وبينما تركز الخطة الإستراتيجية على الموارد والبيئة ورسالة المنظمة مصاغة بشكل عمومى، فأن التكتيك يعالج القيود التى تفرضها الموارد، مع التركيز على استخدام الموارد البشرية وحركة المنظمة ويجرى تحديد الخطة التكتيكية على مختلف المستويات الإدارية، وفى أنشطة المنشأة وتقسيماتها.

الخطة التنفيذية: الخطة التنفيذية هي خطة سنوية تصف أنشطة و استراتيجيات قصيرة المدي. و يتم خلال وضع مثل هذه الخطة وضع أنشطة لتحقيق هدف معين قصير المدي في العادة يتم تنفيذه خلال عام أو أقل مع وضع مدي زمني محدد و قصير.